القائمة الرئيسية

الصفحات

 يمكن أن نقارن خلاصة كامو مع شك بيرهو، وشك ديكارت المنهجي .في البداية، قام كامو، مثل بيرهو ،بحلّ مسألته الوجودية الملحّة، أي تجنب اليأس بنوع من الثبات الذي يستلزم قبول فناءنا وجهلنا المطلق. لكن هناك نوعيّ من الاختلافات الجوهرية مع بيرهو: فمع كامو نحن لا نستطيع التخلي عن رغبة المعرفة، وإدراك ذلك يؤدي إلى تسريع دوافع حياتنا .أما النقطة الأخيرة فقد ضُمّ نت بالفعل في) أعراس( لكنها وُسّعت هنا لتربط الوعي بالسعادة .السعادة بالنسبة لكامو، تشمل العيش بشكل مكثف وحساس في الوقت الحاضر، مقرونا بوعي سيزيف المأساوي، الواضح، المتحدي،  وإحساسه بمحدوديته، مرارته، وإصراره على المواصلة ورفضه لأي شكل من أشكال العزاء.

من الواضح أن إحساس كامو بالسعادة ليس شعورا تقليديا، ويجادل ساجي بأن ذلك ربما يضعه على مقربةمن أرسطو أكثر من أي مفكر آخر ،لكونه يدافع عن الإدراك الكامل للقدرات البشرية . )Sagi 2002, 8079( كامو يشبه نيتشه في هذه أيضا، الذي دعا ق رّاءه "للإقبال على الحياة"، وعيش كل لحظة منها بأقصى ما يمكن  .كان رأي نيتشه أنك عندما تعيش بشكل كلي، وعلى دراية بالسلبيات كما الإيجابيات ،ستشعر بالألم ولن تهرب من أي تجربة،  وسوف تحتضن الحياة  "حتى في أغرب وأصعب مشكلاتها" )Nietzsche 1888/1954, 562(. لكن مع نهاية )أسطورة سيزيف( كيف يمكن أن ينتقل كامو من الشكوكية )بشأن إيجاد الحقيقة( والعدمية )حول ما إذا كان للحياة معنى( ليدافع عن منهج للحياة يعرف بأنه أفضل من غيره؟  كيف يبرر تبنيه لموقف معياري، ويؤكد على قيم محددة؟ يكشف هذا التناقض عن براعة محددة، حيث يفسح الفيلسوف كامو طريقه إلى كامو الفنان. إنه كفنان، يجعل قضيته في قبول المأساة، الوعي بالعبثية، حياة حيوية وحسية. فهو بذلك يدافع بصورة سيزيف وهو يكافح، سعيدا تملؤه الحياة.



تعليقات

التنقل السريع